الصديقة عزة فتحي كتبت على صفحتها بالفيس بوك هذا الموضوع شديد الأهمية حيث قالت : هناك منطقة في الوجه تعرف بـ «مثلث الموت» تتكون زوياها من جانبي الفم ومن أعلى نقطة في الحاجز الأنفي وتكمن خطورة هذا المثلث لأنه مليء بالأوعية الدموية التي تصب مباشرة في الجيوب الكهفية الواقعة في الدماغ ويسير الدم في هذه الأوعية باتجاه واحد فقط ومن هنا يكون مصدر الخطر لأن بإمكانها نقل أي عدوى تحصل في منطقة المثلث أي في الفك العلوي والأنف وما يجاروهما فقرب هذه المناطق من المخ يجعل البكتيريا تسرح وتمرح بسهولة لتصل الى عقر الدماغ ما قد يؤدي إلى مضاعفات قاتلة مثل خراجات المخ والتهابات السحايا وارتفاع التوتر القحفي والجلطات الدماغية التي كثيراً ما تفضي إلى الموت.
أضافت عزة فتحي : تحتوي هذه المنطقة على المزيد من الأوعية الدموية وعند القيام بالضغط على البثور أو الخراجات المتواجدة في هذه المنطقة يمكن أن ينتج عنها تمزيق للأوعية الدموية وهناك إحتمال أن تصل البكتريا إلى مجري الدم مما يؤدي إلى إلتهاب في الدماغ وأن هذه المضاعفات تراجعت نتيجة إستعمال المضادات الحيوية ولكنها ما تزال تحدث نتيجة أفعال خاطئة في مثلث الموت بالوجه وهى :
إزالة شعر الأنف : يقوم الكثير من الأشخاص بإزالة شعر الانف دون العلم أن هذه الأفعال قد تكون سببًا لموتهم حيث يدخل الهواء إلى الأنف للتنفس ووظيفة شعر الأنف هي تنقية هذا الهواء قبل أن يصل إلى الجسم وحين يقوم الشخص بإزالة شعر أنفه من خلال استخدام الملقط أو الشمع فهو بذلك يفتح مسام الجلد في الأنف وبالتالي من الممكن أن تدخل إلى هذه المسام أنواع خطيرة من البكتيريا والتي تصل بالطبع إلى الدماغ .
{ينصح الشخص إن كان شعر الأنف الطويل يسبب أى إزعاج أن يقوم بقصه بإستخدام ماكينة الحلاقة الكهربائية أو المقص دون إزالته بأسلوب النتف أو بالفتلة أو الشمع بشرط أن يكون المقص نظيفًا ومعقمًا}
نكش الأنف : إن هذه العادة السيئة المنتشرة بكثرة عند الصغار والكبار فهي تسهّل الطريق أمام عدوى محلية يمكن أن ترحل الى منطقة المخ.
في هذا الإطار كشفت دراسة أوروبية أن نكش الأنف يمكن أن يساعد على التقاط الإلتهابات الميكروبية وأن الأشخاص الذين يقومون بذلك هم أكثر عرضة للإصابة بالبكتيريا العنقودية في الأنف مقارنة بالأشخاص الآخرين الذين لا يقومون بعادة النكش.
بعد اجراء الفحوص النوعية وجد المشرفون على الدراسة أن تجمعات البكتيريا السيئة كانت ملحوظة عند الفئة التي تنكش الأنف في شكل مستمر، خصوصاً البكتيريا العنقودية الذهبية المعروفة بخطورتها ومقاومتها للمضادات الحيوية.
فقء حبوب الوجه أو إزالة حبوب الوجه : تشكل حبوب الوجه إزعاجًة للكثيرين وتُشوِّه جمال الوجه ويلجأ البعض لإزالة حبوب الوجه بيده من خلال الضغط عليها لتصفيات وبطريقة غير معقمة لكن إن إزالة الحبوب بهذه الطريقة يؤدي إلى فتح مسام الجلد أيضًا والتسبب في جرح صغير ومن خلال هذا الجرح المليء بالبكتيريا من الممكن أن تصل الجراثيم والبكتيريا إلى الجيوب الكهفية في الدماغ .
إلتهاب الجيوب الأنفية : على الرغم من أن إلتهاب الجيوب الأنفية من أكثر الأمراض إزعاجًا إلا أن الكثيرين ممن يعانون منها يهملونها دون إدراك خطرها فمن الممكن أن يسبب إلتهاب الجيوب الأنفية الشديد الموت أو حتى الشلل أو فقد الرؤية لذلك فمن المهم اللجوء لطبيب متخصص لعلاج هذه الحالة الخطيرة التي تؤثر على وظائف المخ بشكل كبير .
تسوس أسنان الفك العلوي : يعتبر تسوس أسنان الفك العلوي من أكثر الأمور خطورة على مثلث الموت في الوجه وتسوس الأسنان في الفك العلوي يسبب تلوث اللثة وتجمّع البكتيريا حولها وحول السن المصاب وهو ما يجعل إنتقال هذه البكتيريا إلى المخ أمرًا بسيطًا ينتج عنه عواقب خطيرة .
إن الوجه ليس مجرد ملامح وإطلالة وبشرة بل هو منطقة تحتوي على مثلث خطر للغاية وإن التعامل باستخفاف مع منطقة هذا المثلث مثل نتف الشعر من الأنف والعبث بالأنف وفقء البثور وإهمال تسوس الأسنان والتقاعس في علاج التهاب الجيوب الأنفية يمكن أن تفتح أبواب العالم الثاني في شكل أو آخر.
